22/02/2024 - 10:39

شاشة صامتة | معرض رقميّ

شاشة صامتة | معرض رقميّ

من معرض «شاشة صامتة» للفنّان الفلسطينيّ بشّار الحروب.

 

في تقديمه لمعرض «شاشة صامتة»، كتب الفنّان الفلسطينيّ بشّار الحروب عام 2015: "ليس من الضروريّ أن تتبنّى موقفًا سياسيًّا مع جهة ضدّ الأخرى، بقدر ما هو ضروريّ أن تنحاز إلى الإنسانيّة الّتي تراها من حولك في حالة انهيار، أن ترى الموت أو تحياه ليس سيّان، لكن كثيرًا ما تفكّر أن تبتلعك الأرض وألّا ترى ما وصلنا إليه".

ويضيف: "نحن على الحافّة ننظر إلى القاتل، ننتظر منه تقليص أو إطالة هذه اللحظة، هي لحظة ما قبل السقوط، السقوط أخلاقيًّا أمام المشهد، مشهد الموت الجماعيّ أمام الكاميرا، مشهد أصبح عاديًّا مثل أيّ حفلة تنكّريّة؛ من أين كلّ هذا العنف؟".

ويكمل: "لا أستطيع إلّا أن أكون في الواقع، ليس قريبًا منه فقط. لا أستطيع أن أكون في برج عالٍ وأتكلّم عن قضايا البيئة والجنسانيّة والهويّة وكثير من القضايا الأخرى. أمام هذا الخوف والرعب لا أشعر بجنسي أو ديني أو لوني أو جنسيّتي أو حدودي، لا شيء، أبدًا لا شيء".

ويضيف: "الزمن يعيد نفسه، أشعر بأنّي كأيّ فنّان عاش في ظلّ الحربين العالميّتين الأولى والثانية، بكلّ دمويتهما وبؤسهما. نفس المشهد؛ جماعات تُساق إلى القتل وغرف الإعدام، مشاهد الموت في الشوارع والمدن. الفرق في نوع الكاميرا الّتي تصوّر المشهد؛ هناك كانوا يوثّقون الحرب لكنّها الآن جزء من هذه الحرب، أصبحت أداة من أدوات الإرهاب والخوف والرعب، أنت لست أمام مشهد تمثيليّ، بل هو مشهد حيّ ومباشر، ولك أن تتوقّع الأحداث، لكنّ ما يأتي يفوق التوقّع. البؤس، والجوع، والفقر، والخوف، وانتظار الموت أو ذهابه واللّا أمل. أنت تحت الكاميرا بل تحت الكاميرات، لا تعلم، ألتُراقب أو لمشاهدة موتك، أو توثيق لحظة سعيدة أو لحظة موتك، لا يهمّ بعد أن أصبحت الهدف، ليس كإنسان أو فرد بل كمجموعة خاضعة لتصنيف حسب اللون والدين والطائفة والإثنيّة والهويّة، لا يهمّ؛ ففي كلتا الحالتين أنت نتيجة حتميّة لاستمرار هذا الموت. السؤال الآن: إلى أين؟ فلم يعد ثمّة أيّ قيم وأخلاق أمام هذه المشاهد أو الفجائع... هنا وجه الضحيّة القاتل".

في ظلّ استمرار حرب الإبادة الجماعيّة الّتي يشنّها النظام الصهيونيّ على شعبنا الفلسطينيّ في قطاع غزّة وعموم فلسطين التاريخيّة، وفي ظلّ استمرار ’شاشة الموت الصامتة‘، تنشر فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة بعضًا من لوحات معرض «شاشة صامتة»، للفنّان الفلسطينيّ بشّار الحروب. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

بشّار الحروب

 

 

 

فنّان بصريّ فلسطينيّ حاز على الجائزة الأولى في «بينالي الفنّ الآسيويّ» (2012). عُرِضَت أعماله في فلسطين وعلى مستوى العالم في عديد المؤسّسات المختصّة بالفنون مثل «معهد العالم العربيّ» في باريس، ومتحف «Imperial war museum»، ومتحف «آغا خان» في تورنتو.

 

 

 

التعليقات